بمناسبه المحاصيل
القطن في العالم العربي
يُعتَقد أنّ قدماء المصرييّن عرفوا زراعة القطن قبل سواهم.
لكنّ لا إثباتٌ قاطعٌ على ذلك، إنّما المعروف أنّ نسيج القطن
عُرِف في عصر البطالسة، أي قبل 200 سنة ق.م. واستُخدِمَ آنذاك
للزّينة وأُطلِق عليها إسم "صوف الحرير".
بدأت زراعة القطن في العصر الحديث بمصر في عهد محمّد علي، أي
في أواخر القرن التّاسع عشر. وكان هذا النّوع يُعرف بالبلدي،
وهو من نوعيّةٍ رديئةٍ. وفي عام 1818 أُدخِلَت إلى مصر شتلاتٌ
من الفصيلة الحبشيّة المُسمّاة "موهو" فأعطت نوعيّة قطنٍ
جيّدةٍ ووافقت الأسواق العالميّة وأخصّها أوروبا على استيراده.
قويَت هذه الزّراعة بسرعةٍ في مصر وأُنشِئت بورصة للقطن في
الإسكندريّة. وأصبحت مصر مُورّدًا رئيسًا للقطن.
بلغ القطن المصري ذروته في الخمسينات من القرن العشرين، فاحتلّ
حوالي 20% من المساحات المزروعة ومثّل حوالي 70% من مجموع
الصّادرات المصريّة. غير أنّ زراعة القطن بدأت بالتّقلّص في
السّنوات الأخيرة من القرن الماضي، فانخفضت المساحات المزروعة
قطنًا إلى 11% عام 1980 ثمّ إلى حوالي 4% في عام 2000. غير أنّ
نوعيّة القطن المصري ظلّت من الأفضل في العالم رغم انخفاض
الإنتاج.
أمّا في سوريّة، البلد الثّاني المُنتج للقطن في العالم
العربي، فإنّ العكس قد حدث، إذ ارتفع إنتاج القطن من 378 ألف
طنٍ عام 1970 إلى 610 آلاف طنٍ عام 1995 ووصل إلى مليون طنٍ
عام 2001، وأصبحت سورية تحتلّ المركز العاشر عالميًا في زراعة
القطن.
يُزرَعُ القطن السّوري في ناحيتين: في الغرب ما بين إدلب وحلب
وحماه، وفي الجزيرة ما بين الحسكة والرقة وديرالزّور. ويحتلّ
القطن المركز الثّاني حاليًا في الصّادرات السّورية بعد
النّفط. وتبلغُ الاستثمارات المالية المُوَظّفة في هذا القطاع
حوالي مليار وثلاثمائة مليون دولارٍ، نصفها عائدٌ للقطاع
الخاص.